واشنطن قد تمنح الأرجنتين خط ائتمان طارئ في حال صدمة اقتصادية

كشف مصدر مطّلع لرويترز أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعدة لتقديم دعم مالي عاجل للأرجنتين عبر خط ائتمان خاص، في حال تعرضت البلاد لما وصفه بـ”صدمة خارجية” قد تعرقل تعافيها الاقتصادي.
التصريحات جاءت على لسان نائب وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، خلال اجتماع مغلق عقد في واشنطن، حيث أشار إلى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام صندوق استقرار أسعار الصرف لمساندة الأرجنتين إذا طرأت ظروف خارجة عن إرادتها.
وبحسب ما ورد في الاجتماع، فإن بيسنت، الذي زار مؤخرًا العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، أعرب عن تفاؤله بالإصلاحات الاقتصادية التي يقودها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، واصفًا إياها بالخطوات الجريئة نحو استعادة الاستقرار المالي.
وتعاني الأرجنتين، التي تُعد من كبار منتجي الحبوب، وتمتلك ثروات طبيعية من الصخر الزيتي والليثيوم، من واحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ سنوات، وسط إجراءات تقشف صارمة تهدف إلى كبح التضخم وتحقيق توازن في الميزانية.
وأشار بيسنت إلى أن “في حال واصلت الحكومة الأرجنتينية السير على هذا النهج الإصلاحي، فإن وزارة الخزانة الأمريكية ستكون مستعدة للتدخل، عبر صندوق استقرار سعر الصرف، لدعم عملية التكيّف الاقتصادي.”
وأضاف: “إذا واجهوا أزمة لم تكن من صنع أيديهم، فنحن مستعدون لتقديم يد العون وتهدئة الوضع.”
وقد حظيت سياسات ميلي بإشادة من قبل الأسواق والمستثمرين، خاصة بعد توقيع اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بقيمة 20 مليار دولار، في إطار خطة إصلاح تستهدف القضاء على عجز الموازنة والسيطرة على الأسعار.
ورغم بعض التحسن في المؤشرات الاقتصادية، ما تزال البلاد في وضع هش، إذ تراجعت احتياطاتها من النقد الأجنبي بشكل كبير، على الرغم من ضخ السيولة عبر التمويل الدولي، ولا تزال بحاجة ماسة لاستثمارات في قطاعاتها الإنتاجية.
وفي سياق متصل، قال بيسنت إن ميلي قد ينجح في تفادي الأخطاء التي ارتكبتها حكومات سابقة، بما فيها حكومة الرئيس السابق ماوريسيو ماكري، التي فشلت رغم حصولها على حزمة إنقاذ تاريخية من صندوق النقد في 2018.
وأوضح: “كنت معجبًا جدًا بماكري، وقد أتيحت لحكومته فرصة ذهبية. لكنه تراجع تحت ضغط السوق. أشعر أن ميلي مختلف ولن يتراجع.”